قصيدة العجوزة خرفت
. يا عجوز(ن) خرفت يوم الخميس
شفتها ترقص في أسواق العويس
من يديها واحدة فيها تميس
وقفوا كل الحضور يطالعون
قلت هذي يا عرب اش صابها
قالوا أنهارت جميع أعصابها
زوجها عرّس وضاع إنصابها
والعجوزة عقلها صابه جنون
من خبرها قلت لله العجب
أشهد إنه ياعرب قلّ الأدب
مشكلتها شوهت كل العرب
أهلها باحوالها ما يعروفون ؟
يوم شافتنا نتابع حالها
طالعت فينا وقالت يا لها
المرة لا باعها رجالها
مالها إلا تسعد اللي يضحكون
نادت العامل وقالت يا سمير
رح لبو ناصر وقله ما يسير
وين ذاك الحب يا عدم الضمير
وأنت حالف في غلانا ما تخون
قال كم عمرك عساء عمرك طويل
قالت السبعين ينقصها قليل
بس أبو ناصر لقاء عني بديل
باعني وأنا أحسبه رجل حنون
قال طيب ما معك منه عيال
قالت اسماعيل وادريس وجلال
والبنات أسماء وهيفا وابتهال
كلهم عن حالتي ما يعلمون
قال طيب سن أبو ناصر قريب
منك ولا بينكم فرق عجيب
قالت الستين سنه يالحبيب
والبلاء ما هوب في فرق السنون
قال وش تتوقعي سر السبب
ممكن أنتي ما توفين الطلب
ناظرت وعيونها فيها لهب
واليماني قال مهلا يا هتون
انتها دور الجدل ثم أدبرت
شكلها في زوجها قد قصرت
واقربا بو ناصر الظاهر درت
وأكثر الجيران فيها يهرجون
ثم عوّد للعجوز جنونها
والبشر بانظارهم يرمونها
كلهم صاروا وقوف دونها
واغلب العمال صاروا يرقصون
ثم جات السوق دورية مرور
والعجوزة من مصيبتها تدور
والعساكر جمعوا كل الحضور
والعجوزة حولوها للسجون
ليلة كانت صراحة مضحكة
رغم ما في جوها من شربكة
من عجوز إبليس صارت معركة
بين من يضحك ومنهم يشمتون .